كنت جالسا أمام العمارة عندما خرج ذلك الرجل الغريب وهو يضع قبعته السوداء القاتمة ويركب سيارته ذات العلامة الألمانية الفاخرة وينطلق بسرعة فائقة فما لبث أن عاد وبدأ يحمل حقائب كبيرة ويضعها في السيارة فأردت أن أساعده خاصة وأنه يسكن في أعلى طابق في العمارة ...ولكنه رجل غريب فهو لم يتكلم مع أحد منذ قدومه للسكن في هذه العمارة ولكني عزمت على مساعدته حتى وإن كنت لا أعرفه فهو جار وله علينا حق المساعدة
اقتربت منه حييته وهو يضع أحد حقائبه في السيارة فالتفت ألي ورد التحية بابتسامة غريبة وهو يقول : هل أستطيع مساعدتك بشيء ؟ فقلت: لا بل جئت أنا لأساعدك ..فالحقائب تبدو ثقيلة كما أنها في الطابق العلوي وأضن أنك تحتاج للمساعدة ..ابتسم وقال: أضن أنني أحتاج لمن يساعدني ...صعدت إلى شقته في الطابق العلوي من العمارة كان كل شيء موضوعا في مكانه سوى بعض الحقائب التي كانت مكدسة فوق بعضها وكأن صاحبها مستعد للرحيل ...بدأت أجول في الغرفة ببصري ...كانت هناك كتب كثيرة موضوعة فوق طاولة كبيرة وبعض الأوراق المبعثرة وكراس كأنه مذكرة فبدأت أعرف بعض شخصية هذا الرجل من خلال هذه الشقة ..فلم أشعر إلا وهو يدخل ويقول: احمل معي هذه الحقيبة الكبيرة وحذار أن تسقط فإن بها أشياء ثمينة ...فحملناها إلى الخارج ووضعناها في السيارة ومازلنا نحمل الحقيبة تلو الأخرى حتى أنزلناها جميعا ووضعناها في السيارة...ثم أردت الانصراف ولكن ذلك الرجل أقسم ألا أذهب حتى أشرب معه كوبا من الشاي...لقد كان يتكلم برزانة وهدوء ..فأردت أن أسأله عن هذه الحقائب ولكن خفت أن يعتبر ذلك تدخلا في شؤونه ..فكم مرة أردت سؤاله عند صعوده سلالم العمارة ولكن كان يبدو لي رهيبا بوقاره وعدم التفاته إلى أي شيء يمر به حتى يصل إلى باب الشقة فيفتح الباب ويدخل ...ولكن قررت أن أسأله مهما كانت ردة فعله ...فقلت له وهو يرتشف من فنجان الشاي : هل أنت مسافر يا سيدي ؟ فنظر نحوي وهو يرفع قبعته وقال : نعم أنا مسافر منذ ثلاثين سنة ليس لي وطن وكل العالم وطني وقد استأجرت هذه الشقة وأنا الآن مستعد للرحيل من أجل ما نذرت له حياتي ..نعم إنه العلم والترحال ...لم أتخذ أصدقاء ولا زوجة ولا أولاد لكي لا يفقدوني عزيمتي في والترحال ومعرفة الجديد في هذا العالم الفسيح فأنا مثل الطائر في السماء فليس له إلا الموت إذا وضع في قفص ...فقلت : وهل هذه الكتب من تأليفك فقال : بعضها من تأليفي ويتضمن بعض رحلاتي حول العالم وبعضها لبعض الكتاب الذين ألهمت بهم ...فقلت : كل هذه الرحلات وليس لك أصدقاء لو كنت أنا لكان أصدقاء من كل أنحاء العالم...فقال : لو كان لي أصدقاء أو أولاد لأخذني الشوق إليهم فأسكن مكانا واحدا ولكن سيأتي يوم سأستقر وأكون عائلة بعد أن يخمد في قلبي حب العلم والترحال فقلت له: أضنك السند باد أو ابن بطوطة فابتسم ..ثم نظر إلى ساعة في يده وقال : أضن أن وقت الرحيل قد حان أشكرك على مساعدتك سنلتقي يوما ما ثم حمل محفظة كانت بجانبه ولملم بعض أوراقه المبعثرة وأغلق شقته وركب سيارته وسار نحو هذا العالم الفسيح.
مازلت مفكرا في أمثال هذا الرجل وعالمه الخاص ..لا أصدقاء ولا أولاد ولا عائلة كل العالم له وطن...نعم قد يسافر الإنسان ولكن الحنين يبقى يجذبه نحو الوطن والأهل والأصدقاء ...ولكن هذا الرجل اتخذ من العلم والكتاب خير صديق ويسافر معه في كل مكان
اقتربت منه حييته وهو يضع أحد حقائبه في السيارة فالتفت ألي ورد التحية بابتسامة غريبة وهو يقول : هل أستطيع مساعدتك بشيء ؟ فقلت: لا بل جئت أنا لأساعدك ..فالحقائب تبدو ثقيلة كما أنها في الطابق العلوي وأضن أنك تحتاج للمساعدة ..ابتسم وقال: أضن أنني أحتاج لمن يساعدني ...صعدت إلى شقته في الطابق العلوي من العمارة كان كل شيء موضوعا في مكانه سوى بعض الحقائب التي كانت مكدسة فوق بعضها وكأن صاحبها مستعد للرحيل ...بدأت أجول في الغرفة ببصري ...كانت هناك كتب كثيرة موضوعة فوق طاولة كبيرة وبعض الأوراق المبعثرة وكراس كأنه مذكرة فبدأت أعرف بعض شخصية هذا الرجل من خلال هذه الشقة ..فلم أشعر إلا وهو يدخل ويقول: احمل معي هذه الحقيبة الكبيرة وحذار أن تسقط فإن بها أشياء ثمينة ...فحملناها إلى الخارج ووضعناها في السيارة ومازلنا نحمل الحقيبة تلو الأخرى حتى أنزلناها جميعا ووضعناها في السيارة...ثم أردت الانصراف ولكن ذلك الرجل أقسم ألا أذهب حتى أشرب معه كوبا من الشاي...لقد كان يتكلم برزانة وهدوء ..فأردت أن أسأله عن هذه الحقائب ولكن خفت أن يعتبر ذلك تدخلا في شؤونه ..فكم مرة أردت سؤاله عند صعوده سلالم العمارة ولكن كان يبدو لي رهيبا بوقاره وعدم التفاته إلى أي شيء يمر به حتى يصل إلى باب الشقة فيفتح الباب ويدخل ...ولكن قررت أن أسأله مهما كانت ردة فعله ...فقلت له وهو يرتشف من فنجان الشاي : هل أنت مسافر يا سيدي ؟ فنظر نحوي وهو يرفع قبعته وقال : نعم أنا مسافر منذ ثلاثين سنة ليس لي وطن وكل العالم وطني وقد استأجرت هذه الشقة وأنا الآن مستعد للرحيل من أجل ما نذرت له حياتي ..نعم إنه العلم والترحال ...لم أتخذ أصدقاء ولا زوجة ولا أولاد لكي لا يفقدوني عزيمتي في والترحال ومعرفة الجديد في هذا العالم الفسيح فأنا مثل الطائر في السماء فليس له إلا الموت إذا وضع في قفص ...فقلت : وهل هذه الكتب من تأليفك فقال : بعضها من تأليفي ويتضمن بعض رحلاتي حول العالم وبعضها لبعض الكتاب الذين ألهمت بهم ...فقلت : كل هذه الرحلات وليس لك أصدقاء لو كنت أنا لكان أصدقاء من كل أنحاء العالم...فقال : لو كان لي أصدقاء أو أولاد لأخذني الشوق إليهم فأسكن مكانا واحدا ولكن سيأتي يوم سأستقر وأكون عائلة بعد أن يخمد في قلبي حب العلم والترحال فقلت له: أضنك السند باد أو ابن بطوطة فابتسم ..ثم نظر إلى ساعة في يده وقال : أضن أن وقت الرحيل قد حان أشكرك على مساعدتك سنلتقي يوما ما ثم حمل محفظة كانت بجانبه ولملم بعض أوراقه المبعثرة وأغلق شقته وركب سيارته وسار نحو هذا العالم الفسيح.
مازلت مفكرا في أمثال هذا الرجل وعالمه الخاص ..لا أصدقاء ولا أولاد ولا عائلة كل العالم له وطن...نعم قد يسافر الإنسان ولكن الحنين يبقى يجذبه نحو الوطن والأهل والأصدقاء ...ولكن هذا الرجل اتخذ من العلم والكتاب خير صديق ويسافر معه في كل مكان
الإثنين مارس 11, 2013 4:42 am من طرف يقظان الشكيلي
» قصه بعنوان (بصراحة أنا لا أحب رسول الإسلام محمد)
الأربعاء أكتوبر 27, 2010 4:31 am من طرف شجن الليل
» نصيحة هندي لعياله ,,, لاتفووووتكم !!!!
الأربعاء أكتوبر 27, 2010 4:25 am من طرف شجن الليل
» الهندي الحكيم
الأربعاء أكتوبر 27, 2010 4:17 am من طرف شجن الليل
» حياة المغني Akon
الأربعاء أكتوبر 27, 2010 4:06 am من طرف شجن الليل
» عبارات الترحيب
الأربعاء أكتوبر 27, 2010 3:56 am من طرف شجن الليل
» تعرض نفسها لأخيها..
الأربعاء أكتوبر 27, 2010 2:00 am من طرف شجن الليل
»
الإثنين يونيو 08, 2009 7:04 pm من طرف realmadrid4ever
» بلجريني الثلاثاء وكاكا الخميس؟
الأربعاء يونيو 03, 2009 8:06 pm من طرف العميد